هذا ما جاءت به نتائج تقرير 2014 لمؤسسة أننا ليند عن التوجه متعدد الثقافات والتغييرات الاجتماعية.
وقُدم التقرير في إطار اجتماع لجنة مجلس النواب لتعزيز مستوى المعيشة، والتبادلات بين المجتمعات المدنية والثقافة التابعة للجمعية البرلمانية للاتحاد من أجل المتوسط. وأوضح رئيس اللجنة، خالد شوقي (الحزب الديمقراطي)، كيف أن المؤسسة هي واحدة من العوامل الأكثر أهمية "في الحوار بين مناطق البحر المتوسط وبناء الهوية المتوسطية. وهو الحوار الضروري في هذا الوقت، والذي يُقام بشكل أساسي على مستوى المجتمع المدني والشباب والمنظمات غير الحكومية".
وقد أكد أيضا أندرو كلايت، مدير مؤسسة أننا ليند (التي يوجد مقرها الرئيسي في الإسكندرية، مصر) على أهمية موضوع الحوار بين الشعوب أكثر منه بين المؤسسات، مذكراً أن المؤسسة ستحتفل بمرور عشر سنوات لها من النشاط الثلاثاء القادم في نابولي. كما قال: "إن قيم شعوب ضفتي البحر المتوسط هي أكثر قربا مما نعتقده عادة، وهذا هو الاستنتاج الأول من هذه الدراسة. من الواضح أن هناك اختلافات، ولكن القيم هي نفسها: الضيافة، العيش معا، الحرية، والعمل. يبين لنا التماسك الاجتماعي أنه لا يوجد صراع حضارات، وإنما هناك صراع بين أنواع الجهل، مما يؤثر على التصورات المتبادلة. الاستنتاج الثاني هو مناقضة، حيث ترسم وسائل الإعلام والسياسة السيناريو الذي هو عكس ما تظهره قيم التماسك هذه. في الواقع، هناك أشياء موجودة بالفعل مثل الحرب، التطرف وحتى قطع الرؤوس. لكن قيم المجتمعات تظهر صورة مختلفة أكثر شمولاً وأكثر إيجابية، مما يعطينا سبباً للتفاؤل. إذا اعتمدنا فقط على الخوف والشعبوية، فهناك إذن حل واحد للمشاكل الأمنية، ألا وهو المزيد من القنابل".
هذا وعرضت إليونورا إينسالاكو، التي عملت على التقرير (ثلاث سنوات من العمل مع مؤسسة غالوب التي أجرت مقابلات مع 30.000 شخصاً في 13 دولة، من بينهم إيطاليا) بعض النقاط ذات الصلة بالنتائج التي تم الحصول عليها من الدراسات الاستقصائية: على سبيل المثال، 85٪ من الأوروبيين مهتمون بثقافة بلاد جنوب وشرق البحر المتوسط، و82٪ مهتمون باقتصاد هذه البلاد ومجتمعاتها، وتأتي النسب المئوية على التوالي ٪67 و62٪ على الجانب الآخر، في إشارة إلى الدول الأوروبية.
جميع النسب المئوية في زيادة مقارنة بمؤشرات التقرير الأول لعام 2010. وفي الوقت نفسه، فإن الأرقام تشير إلى وجود انخفاض في التدين، والذي تراجع من المركز الأول إلى الثالث من بين القيم الأساسية لدول جنوب المتوسط، على الرغم من أن الأخبار تحدثنا تقريبا طوال الوقت وفقط عن الأصولية.
جاء في الاستطلاع على مستوى جميع البلاد، عند السؤال عن سمة البحر الأبيض المتوسط، أن 88٪ من المشاركين أشاروا إلي كرم الضيافة، وأشار 85٪ إلى الغذاء ونمط الحياة، بينما أشار 84٪ إلى التاريخ المشترك، فيما أشار 78٪ إلى المشاركة في الحياة المدنية. البحر المتوسط، الوارد في تقرير 2014 لمؤسسة أننا ليند، هو بعيد عن الرؤية التشاؤمية التي تقدمها وسائل الاعلام، حيث أشار إلى أن هناك "رغبة متزايدة في العمل معا، والعيش معا". أنسامد