انسامد - 8 نوفمبر - تشرين الثاني - مع كل اعتذار ممكن لمحبي أكل "همبرغر" و"فرايز" والشوكولاته و"تشيبس" و"ناغيتس" و"فرايد شيكنز" وغيرها، لا تعني كلمة "جانك" في مصطلح "جانك فود" Junk Food المستخدم في كثير من الوصف الطبي لتلك الأطعمة سوى كلمة ضارّة، ومرادفاتها تشمل القمامة والخردة أيضاً! وليس من بين المرادفات كلمة "سريعة" التي تستخدم لسبب غير واضح في وصف تلك الأطعمة، فيُقال عنها "وجبات سريعة"! وهناك دراسات كثيرة عن التأثيرات المضرّة للطعام الـ"جانك"، خصوصاً علاقته مع البدانة وانتشارها، وارتفاع مستويات الدهون والسكر في الدم، وظاهرة "مقاومة الأنسولين" وغيرها.

ومن الملاحظ شدّة تعلق محبّي طعام الـ"جانك" به. هل يتعلّق الأمر بوجود إدمان عليه؟ وأخيراً، عمل فريق من المختصين في علم النفس في "جامعة ميتشغن" الأميركية، قادته المختصة إريكا شولته، للبحث في السؤال عن إدمان أكل الـ"جانك". وللمرّة الأولى، وثقت دراسة علميّة وجود عوارض إدمانيّة عند المتعودين على مأكولات الـ"جانك".

تثبّت الفريق من أن الذين يحاولون هجران تلك المآكل المضرّة طبيّاً، يعانون أعراضاً تشبه ما يعانيه من يحاول التوقّف عن مواد إدمانية، وهي تسمّى أعراضاً انسحابيّة Withdrawal Symptoms. وتشمل تلك الأعراض تقلّبات حادة في المزاج، التوق الشديد إلى معاودة التناول، والتوتر، والصداع واضطراب النوم.

الملامح الأساسية للإدمان وتعتبر تلك الدراسة المرّة الأولى التي يوثّق فيها علميّاً وجود جانب إدماني في طعام الـ"جانك". وشملت الدراسة 200 شخص ممن حاولوا على مدار عام كامل، الإنقاص من تناول مأكولات الـ"جانك". وذكّرت شولته أن وجود أعراض انسحابيّة يعتبر من الملامح الأساسيّة في ظاهرة الإدمان، ويعانيه مثلاً من يحاول التوقف عن تدخين التبغ أو تناول الحشيشة وفي رأي مستقل ومطابق، أثنت البروفسورة نيكول آفِنا، وهي مختصة في العلوم العصبيّة من جامعة "جبل سيناء" في نيويورك، على دراسة شولته وفريقها. وإذ شددت على فرادة الدراسة، دعت آفِنا إلى التوسّع في الدراسات العلمية عن الجوانب الإدمانية في طعام الـ"جانك".