أنسامد – روما، 17 فبراير/ شباط- على اثر زيارة وزير الخارجية الايطالي باولو جينتيلوني إلى الجزائر
خلال بداية شهر فبراير/شباط الحالي و التي كانت زيارة إيجابية للغاية من حيث العلاقات السياسية والدبلوماسية بين البلدين بدأ بعض المحللين الجزائريين التساؤل عن العلاقات الاقتصادية التي سجلت، بعد عقود من التعاون الناجح، مرحلة لم تعد تتخطى مجرد المماطلة والتراجع.

فقد أشارت نصيرة بن علي، المحللة الاقتصادية لصحيفة الوطن الجزائرية، إلى أن التبادل قد وصل إلى النصف في غضون سنوات قليلة. وإيطاليا، التي كانت تعتبر العميل الأول والمورد الثاني للجزائر، وصلت إلى المستوى الرابع والثامن لهذا الترتيب على التوالي.و كانت الجزائر، من جانبها، في عام 2012 تُعتبر المورد العاشر لإيطاليا وقد تراجعت الآن إلى المركز الثامن عشر، حيث تجاوزتها على سبيل المثال كل من إسبانيا وفرنسا والصين. ولكن لا تزال الجزائر تحتل موقعها المميز، فهي واحدة من الموردين الرئيسيين للمواد الهيدروكربونية إلى إيطاليا التي تقوم بتحويل مصادر الإمداد المتنوعة إلى مناطق أخرى مثل (قطر، ليبيا، وأذربيجان، ومؤخراً إلى مصر، حيث ذكرت الصحفية أن "ايني" تستثمر بشكل كبير في استغلال حقول نفطية جديدة في دلتا النيل.
شهدت إجمالي الصادرات الجزائرية إلى إيطاليا انخفاضا كبيرا خلال عام واحد فقط، حيث انخفضت من 4.626 مليار يورو في سبتمبر/أيلول 2013 إلى 3.180 مليار يورو خلال نفس الفترة من العام الماضي.

و تضم الصادرات الجزائرية مجال الغاز (1.6 مليار يورو بما يعادل 57.2٪ من قيمة الإجمالي)، والنفط الخام (605 ملايين بما يعادل 20٪) والمشتقات النفطية (564 مليون بما يعادل 19.3٪) والمواد الكيميائية (40 مليون بما يعادل 1.4٪) والمنتجات الزراعية (12 مليون بما يعادل 0.4٪) والمنتجات المصنعة والجلدية (11 مليون بمايعادل0.4٪).
بالإضافة إلى ذلك، فان عدم استمرارية اللقاءات الثنائية تمثل احدى عوائق تطوير العلاقات الثنائية و التي يعلق عليها بعض الجزائريين بالقول أنه لا يتم احترام ضرورة برمجتها كل سنتين، مما يقلل من فعالية هذا النوع من اللقاءات.

و تمثل مسألة فتح خط أنابيب غالسي احدى الاشكاليات التي تزيد من تعقيد الحالة العامة للعلاقات، وتضيف "بن علي"، ان الحكومات الإيطالية - اليمين واليسار معاً- لم تعد تعترف بالمشروع، بل بدأت في البحث عن مشروعات أخرى، مثل ساوث ستريم، نابوكو وخصوصاً مشروع خط أنابيب (TAP) عبر البحر الأدرياتيكي. أنسامد