أنسامد- حلزون وأرانب وسرقاط وضفادع: إنه غزو ملون وبلاستيكي للمدينة. إنها غابة فن الكراكينج في المدينة، وهي حركة فنية تأسست عام 1993 بقصد قطع الروابط مع الماضي. وقام مسار بوب (Pop) في ميلانو لتقديم معرض "مرحبا بكم في (المدينة) الغابة" والذي استمر من 4 حتى 13 مارس/أذار ليتعرف الجمهور على هذه الأعمال الفنية. في عالم ملون تظهر حيوانات ذات ألوان تأسر الأبصار وتغزو المدينة بسلام. وقام بعض من مؤسسي الحركة –التي تتكون حالياً من رينزو نوكارا، ماركو فيرونيزي، كارلو ريتسيتي، أليكس أنجي، كيكو وويليام سويتلوف- بتقديم هذه الأعمال في عرض خاص بمعرض بيزاكاني في ميلانو.
في الإنجليزية كلمة (To crack) تعني يتصدع، ينكسر أو يكسر. "فن الكراكينج يرمز لاختلاف الإنسان المعاصر المنقسم بين الطبيعة الأولية والمستقبل الذي يزداد اصطناعية." إن الكراكينج (Cracking) في الأصل هو العملية التي تحول البترول إلى مادة النافتا وهي المادة الأساسية للآلاف من المنتجات الاصطناعية مثل البلاستيك" أما بالنسبة إلى الفنانين المنضمين لهذه الحركة "ففن الكراكينج هو العملية التي تحول الطبيعة إلى أشياء من صنع الإنسان والمواد العضوية إلى أشياء اصطناعية" ومن الممكن أن تصبح عملية مأساوية إذا لم تحكم جيداً؛ إنه تباين يضعنا جميعاً أمام واقع جديد. "هذا التباين على وجه الخصوص ينعكس على اختيار المواد (البلاستيك المعاد تدويره) وبالتالي في الدور المجتمعي والبيئي الذي تقوم به الحركة.
إن استخدام البلاستيك المعاد تدويره يوضح من جانب، حس بيئي عميق ومن الجانب الآخر، يوضح اهتمام مستمر بتوظيف التكنولوجيا الجديدة. إن انقاذ البلاستيك من الخضوع لعمليات تدمير سامة ومضرة بالبيئة يعني صنع أعمال فنية صديقة للبيئة والأمر الأكثر أهمية هو كيفية تواصلها بلغة جمالية ومبتكرة. فاليوم فن الكراكينج معروف في جميع أنحاء العالم بفضل المنشآت العامة الجميلة التي صنعت في أهم المدن مثل ميلانو، روما، نيويورك وسيدني.
إن البلاستيك –الناتج من عملية التكسير الحفزي (Cracking catalitico وقد استوحي منه اسم الحركة) التي تحول البترول إلى بلاستيك يحمل بداخله جذور تاريخ يستمر منذ آلاف السنين، أي تاريخ الإنسان وعالمه. إنه تاريخ مليء بالتحول والأحداث؛ جزء من ثقافة حافلة وعميقة حيث تتلاقى فيها الطبيعة الإنسانية سواء المصطنعة أو البيئية في مفهوم تحدى قواعد الفن المعاصر الحالية واختيار أسلوب تعبيري يجمع بين منطق المجموعة والبحث الفردي من خلال أعمال تأسر الجمهور، وفيها تغزو حيوانات ملونة ذات أحجام غير معتادة أماكن مختلفة سواء كانت مخصصة للفن أو جزء من الحياة اليومية المعتادة: من السوبرماركت إلى الطرق السريعة. أنسامد