Se hai scelto di non accettare i cookie di profilazione e tracciamento, puoi aderire all’abbonamento "Consentless" a un costo molto accessibile, oppure scegliere un altro abbonamento per accedere ad ANSA.it.

Ti invitiamo a leggere le Condizioni Generali di Servizio, la Cookie Policy e l'Informativa Privacy.

Puoi leggere tutti i titoli di ANSA.it
e 10 contenuti ogni 30 giorni
a €16,99/anno

  • Servizio equivalente a quello accessibile prestando il consenso ai cookie di profilazione pubblicitaria e tracciamento
  • Durata annuale (senza rinnovo automatico)
  • Un pop-up ti avvertirà che hai raggiunto i contenuti consentiti in 30 giorni (potrai continuare a vedere tutti i titoli del sito, ma per aprire altri contenuti dovrai attendere il successivo periodo di 30 giorni)
  • Pubblicità presente ma non profilata o gestibile mediante il pannello delle preferenze
  • Iscrizione alle Newsletter tematiche curate dalle redazioni ANSA.


Per accedere senza limiti a tutti i contenuti di ANSA.it

Scegli il piano di abbonamento più adatto alle tue esigenze.

  • انسامد
  • الشبكة الاخبارية لوكالة الأنباء الايطالية أنسا
ANSAMed
مجتمع - هجرة و اندماج
حلويات "ألف" تمزج بين الذوق الفرنسي والسوري
    انسامد - 5 ابريل / نيسان - دار صناعة الحلويات "ألف" في الدائرة الرابعة بالعاصمة الفرنسية باريس تذكرنا بوجه آخر لمدينة حلب السورية، وجه لا علاقة له بالحرب التي أتت على الأخضر واليابس في البلاد. في هذه الدار تقوم مريم ثابت التي تقف في وسط الطريق بين فرنسا والشام بإحياء العصر الذهبي لمسقط رأسها مدينة حلب.

    حلب آه... لكن انتظروا قليلا فأنا لا أقصد مدينة حلب في سوريا وإنما حلب أخرى تقع في الدائرة الباريسية الرابعة. حلب الأولى هي المحطة الأخيرة على طريق الحرير القديم، حلب ألف ليلة وليلة بياسمينها المغوي، سمرقند الشرق ببتلات زهورها المتبلورة، فيها ولدت وترعرعت مريم ثابت. وفي حلب الثانية تقوم تلك الفتاة الموهوبة في صناعة الحلوى برد الجميل لمدينتها الأثيرة ومن داخل الدار التي أنشأتها منذ عام تقريبا "ألف" ، في إشارة لأول حروف الأبجدية العربية وبالتنغيم مع الاسم الفرنسي ( لمدينتها المفضلة حلب. تروي مريم قصتها قائلة: "كم كنت محظوظة لأني ترعرعت في هذه المدينة التي تهتم عائلاتها بفنون الطبخ؛ فهناك تشتهر العائلات وتفتخر بمطبخها المتميز". حلب واحدة من أقدم مدن العالم المأهولة بالسكان وبها الكثير مما يستحق الفخر؛ فهي آخر محطة على طريق الحرير القديم وكانت المكان الرئيسي الذي يتم فيه توزيع المنتوجات القادمة من الصين والهند على مدن الشرق الأخرى. تقول مريم بحماسة: "ارتبط اسم حلب بالمتعة والسعادة لذلك انجذب إليها الكثير من الذواقة والطباخين المهرة أكثر من أي مدينة أخرى فهي مدينة يتغلغل في عروقها حب الطعام وفن الطبخ".

    مريم ثابت انتقت أفضل ما في الثقافتين. مقبلات عيد الميلاد عندها مكونة من كريمة حب الهال مغلفة بالليمون المغموس في السكر وبرالين لوز فالنسيا وبندق بيمون الفرنسي.

    رمز المزج بين ثقافتين، هي كعكة الملوك الأولى من نوعها المصنوعة من الحلاوة الطحينية وزبدة السمسم وزبدة بواتو-شارنت.

    بل اندلاع الحرب في العام 2011 كانت ثانية كبرى المدن السورية والواقعة في الشمال الغربي مشهورة وبشكل حصري بمطبخها ومأكولاتها وكان يوجد بها أفضل المطاعم في طول البلاد وعرضها كما أوضحته كتب الإرشاد السياحي.

    مريم ثابت تتقاسم مع زبائنها أذواقا لأطعمة فريدة، على سبيل المثال تلك القشدة المثلجة المصنوعة من مغلي بذور الشمام والبطيخ المحمصة، فأنا أتذكر الطعم وأحاول استحضاره مجددا". وليس ذلك فقط وإنما أيضا عصير الليمون والورد، الفستق وزهر البرتقال كلها تأتي من حديقة طفولتها المزهرة. نظرة واحدة على ما تصنعه مريم وها نحن نشاركها ذكرياتها المُسَكَّرة. يوم الأحد تقدم وجبات تسابقت عائلتها في فنون طهيها، وعلى شرفتها المغمورة بأشعة الشمس نجد أشجار المشمش بفاكهتها الحمراء الغنية بالسكر. ووجبة بعد الظهر الخفيفة على طريق العودة من المدرسة مليئة بشطائر الحلاوة الطحينية وقشدة الكرز واللوز المثلجة.

    عاما من بعد، مارست مريم مهنة في المجال المالي حيث تعلمت كيفية التحليل وفن التراجع في الوقت المناسب. لتتركه وتقلع سفينتها في مياه جديدة، حيث أجمل ما يمكن أن يقدمه الشرق للغرب: اللوز بزهر البرتقال، ليمون بحب الهال، الزعتر بالبرتقال، شكولاتة السماق، ماء الزهر وكلها من وصفات جدتها حيث تعبئ بها زجاجة تضعها في حقيبة ابنتها المدرسية. ولا يجب أن ننسى الفستق، وخاصة الفستق الذي تتذكره حاضرا بكل حرارة في الأمسيات المقمرة حيث كان يتفتح مطقطقا.

    تبوح لنا مريم قائلة: "في الحقيقة لم تعجبني الحلويات الشرقية في باريس، ولم يعجبني أن يعتقد أصدقائي أن هذه الحلويات الشرقية جميلة، لذا رغبت في التعريف بالنكهات الحقيقية للحلوى كما يجب أن تكون". صفوف الزبائن طويلة وبلا نهاية - من رجال الأعمال إلى سياح يابانيين مرورا بهؤلاء التلاميذ الصغار الذين يجمعون ما تبقى من قطع نقدية صغيرة في حقائبهم ليتذوقوا تلك النكهات الجديدة: بيض عيد الفصح المغمور بقشدة البرالين (لوز أو بندق في سكر ذائب) والمتوج بزهر البرتقال ومثبت على عش من الكنافة. لتبدأ مشروعها الأثير، حصلت مريم على دبلوم في صناعة الحلويات في باريس العام 2014، سافرت بعدها إلى كندا لتتعلم أسرار الحلويات الحلبية على يد معلم حلبي ورث أسرار المهنة عن أبيه وجده اللذين كانا يمارسان هذه المهنة في مدينة حلب. تروي مريم قائلة: "كان من الضروري لي أن أتعلم أساسيات وأبجديات هذه المهنة بوجهيها الفرنسي والسوري. أردت أن أبني على قاعدتين مختلفتين لأفهم وأعيد التأويل.

    في الحقيقة نحن بعيدون جدا عن الحلويات الشرقية ولكنني ملتزمة بتقديم النكهات الشرقية كما هي، زهر البرتقال وطعمه كما هو".