Se hai scelto di non accettare i cookie di profilazione e tracciamento, puoi aderire all’abbonamento "Consentless" a un costo molto accessibile, oppure scegliere un altro abbonamento per accedere ad ANSA.it.
Ti invitiamo a leggere le Condizioni Generali di Servizio, la Cookie Policy e l'Informativa Privacy.
أنسامد- تونس، 10 مارس/ آذار- لاقى العرض المسرحي الأول لمسرحية "مجروحات حتى الموت" نجاحاً كبيراً في تونس؛ المسرحية من تأليف سيرينا دانديني وبالاشتراك مع ماورا ميستي وتم عرضها لأول مرة في بلد عربي ومسلم بمشاركة وزيرة الخارجية السابقة إيما بونينو.
وهنا يكمن التحدي، ألا وهوعرض المسرحية في مناطق لم تتحرر فيها المرأة بدرجة كبيرة. وأوضحت إيما بونينو قائلة: "بهذه المبادرة نخرج من العالم الغربي بفضل مثابرة النساء التونسيات الشجاعات لأن العنف المنزلي هي ظاهرة تتم ممارستها في كل أنحاء العالم. فقد أصبحت رياضة منتشرة جداً ولا تحتاج إلى شهادات أو أولمبيات".
في الواقع تونس هي دولة يضمن فيها قانون الأحوال الشخصية للنساء التونسيات التمتع بمكانة متفردة في الوطن العربي ولكن في أغلب الأحوال تبقي هذه الحقوق على الورق. فعلى سبيل المثال البرلمان التونسي يعمل منذ فترة للتصويت على قانون أساسي حول العنف ضد المرأة، فوفقاً لدراسة حديثة يبلغ عدد السيدات ضحايا العنف النفسي إلى نسبة 48% بينما يبلغ عدد ضحايا العنف الجسدي إلى نسبة 32%. في الأعوام الأخيرة خضعت تونس لتيارات الإسلام السياسي الحاكم بعودة الحجاب للجامعات. وفي العام الماضي كان إدراج مبدأ المساواة في الحقوق بين النساء والرجال هو نتاج وساطة صعبة بين كل القوى السياسية وقبل كل شيء استجابة قوية من المجتمع المدني. وهذا هو دور ممثلي المجتمع المدني والجمعيات التي تكافح دائماً من أجل حقوق المرأة في تونس التي عبرت عنها سيرينا دانديني في حكايات مجروحات حتى الموت على المسرح الرابع للفنون بالأمس بمناسبة يوم المرأة العالمي.
وبوحي من المقتطفات الشعرية الشهيرة "ملعقة النهر" من تأليف إدجار لي ماستر، تدور أحداث "مجروحات حتى الموت" من خلال أحداث وتحقيقات صحفية تلقي الضوء على سيدات فارقن الحياة على يد زوج أو صديق أو عاشق أو رفيق سابق في حكاية خيالية تُسرد بعد وفاتهن. من قتلهن هو الرجل، الوحش الذي كان يعيش معهن في منازلهن؛ الوحش الذي يعود ثملاً إلى المنزل؛ الوحش الذي يريد إشباع كل رغباته؛ الوحش الذي لا يدعم الموهبة النسائية؛ الوحش الذي يعتدي؛ الوحش الذي يحكم باسم الشرف والأفضلية. وصعدت على المسرح برفقة سيرينا دانديني كلاً من ماورا ميستي وإيما بونينو وهن متحدثات استثنائيات قاموا بالسرد باللغة الفرنسية واللغة العربية الفصحى واللهجة التونسية .وحضر العرض كلاً من ماجدولين شيرني (وزيرة الخارجية) وجليلة بكار (ممثلة) وفاطمة سيداني (ممثلة) وبشري بلحاج حميدة (وكيلة) ولطيفة لاخضر (وزيرة الثقافة التونسية) وبسمة خلفيوي (رئيسة مؤسسة شكري بلعاد) ونادية خياري (رسامة كاريكاتير) ومريم بالقاضي (صحفية) وراجا داهميني (الجمعية التونسية للنساء الديمقراطيات) ولينا بن مهني (مدونة) ونجوى رزقي (معتقلة سياسية سابقة) وأميرة يحياوي (رئيسة جمعية بوصلة) وأمل حمروني (مغنية).
وشهد وجود وزيرة الثقافة لطيفة لاخضر على المسرح على التزام الحكومة الجديدة بتأكيد حقوق المرأة في تونس. وفي نهاية الحفل كان يبدو الرضا على إيما بونينو التي أستقبلها الجمهور بتصفيق حار في نهاية الحفل وأوضحت أن تغيير العالم هو أمر ممكن بينما أكدت دانديني أن تغييرات المجتمع لا تحدث سريعاً بل تتطلب الكفاح كل يوم لبلوغ الهدف المحدد وهذا التواجد في تونس يعني الكثير.
وتم تنظيم هذا الحدث بالتعاون مع منظمة حقوق الإنسان فرع تونس والإتحاد التونسي لحقوق الإنسان والجمعية التونسية للنساء الديمقراطيات ومنظمات إيطالية غير حكومية مثل شيفا أونلوس وجي في تشي اونلوس ومؤسسة لا سلام دون عدل وبدعم من المعهد الثقافي الإيطالي في تونس ودعم وزارة الخارجية والسفارة الإيطالية في تونس وإقليم إيميليا رومانيا. أنسامد