Se hai scelto di non accettare i cookie di profilazione e tracciamento, puoi aderire all’abbonamento "Consentless" a un costo molto accessibile, oppure scegliere un altro abbonamento per accedere ad ANSA.it.

Ti invitiamo a leggere le Condizioni Generali di Servizio, la Cookie Policy e l'Informativa Privacy.

Puoi leggere tutti i titoli di ANSA.it
e 10 contenuti ogni 30 giorni
a €16,99/anno

  • Servizio equivalente a quello accessibile prestando il consenso ai cookie di profilazione pubblicitaria e tracciamento
  • Durata annuale (senza rinnovo automatico)
  • Un pop-up ti avvertirà che hai raggiunto i contenuti consentiti in 30 giorni (potrai continuare a vedere tutti i titoli del sito, ma per aprire altri contenuti dovrai attendere il successivo periodo di 30 giorni)
  • Pubblicità presente ma non profilata o gestibile mediante il pannello delle preferenze
  • Iscrizione alle Newsletter tematiche curate dalle redazioni ANSA.


Per accedere senza limiti a tutti i contenuti di ANSA.it

Scegli il piano di abbonamento più adatto alle tue esigenze.

  • انسامد
  • الشبكة الاخبارية لوكالة الأنباء الايطالية أنسا
ANSAMed
 تقارير خاصة
النيجر ملتقي فارون من الجحيم الليبي ومهاجرون حالمون بأوروبا
    انسامد - 21 فبراير / شباط - تواجه مدينة أغاديز بالنيجر موجة كبيرة من المهاجرين السودانيين الفارين من ليبيا. فيما تعتبر هذه المدينة، الواقعة على أبواب الصحراء، ممرا رئيسيا يسلكه المهاجرون الذين يفرون من دول غرب أفريقيا بحثا عن حياة أفضل في أوروبا.

    في مدينة أغاديز، سيارات رباعية الدفع ملآنة بالمهاجرين، تعود أدراجها نحو ليبيا تاركة وراءها أفواجا من البائسين يمشون على أرجلهم ويحملون على ظهورهم أمتعتهم وأفرشتهم القديمة.

    الأسبوع الأول من شهر فبراير/شباط شهد زيادة هامة في عدد اللاجئين السودانيين الفارين من الجحيم الليبي والذين وصلوا إلى مدينة أغاديز الواقعة على مداخل صحراء تينري بالنيجر.

    ويتمركز اللاجئون أمام مكاتب منظمات الإغاثة المتواجدة في هذه المدينة إضافة إلى مبنى الإدارة الجهوية للأحوال المدنية للمطالبة باللجوء السياسي في هذا البلد.وتشير إحصاءات نشرتها هذه الإدارة أن ما لا يقل عن 1200 مهاجر أجنبي قدموا ملفاتهم للحصول على اللجوء السياسي.

    الحركة غير عادية قرب المديرية الجهوية للأحوال المدينة حيث يعكف العمال على بناء مباني صغيرة بالحطب لإيواء الموظفين الذين سيقومون بدراسة ملفات طالبي اللجوء السياسي. فيما يقوم عصمان مايدمبي، المدير الجهوي للهجرة واللاجئين، بمتابعة تقدم وتيرة أشغال البناء وتوظيف عمال جدد بهدف إنهاء المشروع في الوقت المحدد.

    سودانيون يبحثون عن اللجوء السياسي في النيجر وقال عصمان مايدمي"الأفواج الأولى من المهاجرين وصلت في نهاية العام الماضي لكن نواجه الآن أفواجا جديدة من طالبي اللجوء السياسي الذين قدموا من ليبيا".

    ورغم فقره، إلا أن النيجر يستقبل أعدادا كبيرة من اللاجئين الذين وقعوا ضحية النزاعات التي طالت البلدان المجاورة. فعلى سبيل المثال، تدهور الوضع الأمني في شمال مالي منذ 2012 جعل أكثر من 50 ألف لاجئ مالي يفرون إلى مناطق أكثر أمنا في جنوب غرب النيجر، فيما أدت هجمات "بوكو حرام" المتكررة في نيجيريا إلى فرار أكثر من 100 ألف لاجئ إلى منطقة "ديفا" الواقعة جنوب شرق النيجر.

    لم تشرع المديرية الجهوية للأحوال المدنية لغاية الآن في دراسة جميع ملفات اللاجئين السودانيين الذين طلبوا اللجوء السياسي في النيجر لأن هذا الملف سيكون محل نقاش بين النيجر وتشاد. السبب هو أن غالبية السودانيين المنحدرين من دارفور عاشوا في البداية في مخيمات للاجئين بتشاد قبل أن يواصلوا طريقهم إلى ليبيا. ويبدو أن أمام سلطات النيجر خيارين: إما قبولهم على أراضيها أو إعادة إرسالهم من حيث جاءوا، أي إلى تشاد.

    "غادرت ليبيا لأن الحياة فيها لا تطاق" "لقد استقبلنا لاجئين من مالي ومن الكاميرون، بعضهم يتحدثون اللغة الإنكليزية، ومن نيجيريا وحتى من منطقة الكشمير الموالية لباكستان.

    لكن 80 بالمئة من المتواجدين هنا هم سودانيون" يوضح عصمان مايدمي.

    إحدى "الغيتوهات" التي تأوي لاجئين سودانيين في "نساراوا". وهو حي معروف بتواجد نساء عاهرات نيجيريات كثيرات فيه. ويروي صالح إسماعيل عبد الرحمان (22 سنة) أحد اللاجئين السودانيين، يعيش قرب هذا الحي، قصة فراره من ليبيا قائلا:" لقد غادرت ليبيا لأن الحياة فيها أصبحت صعبة ولا تطاق. كنا نتعرض يوميا إلى العنف والضرب المبرح دون سبب"، موضحا أنه وقع ضحية أعمال عنف في منطقتي الكفرة وجالو وهما واحتان متواجدتان في جنوب شرق ليبيا.

    كما تعرض أيضا إلى الضرب بعقب بندقية كلاشنكوف من قبل أفراد الشرطة الذين قاموا بإجلائه إلى المستشفى لأنهم كانوا مقتنعين بأنه مصاب بمرض الإيدز. وبعد أن استعاد عافيته، زج به بالسجن. وصل عبد الرحمان إلى ليبيا في 2016 للعمل كمزارع، لكن في النهاية قضى أغلب أوقاته بالسجن.

    أرنو زكي (22 سنة) الذي يتقاسم جدران "غيتو" صغير مع سبعة أفارقة آخرين قرب القاعدة العسكرية الأمريكية لا يبالي بهذا المنظر. فهدفه الوحيد هو الوصول إلى ليبيا رغم كل المحاولات البائسة التي قام بها في الماضي ومشاكل السرقة والعنف التي تعرض إليها على الطريق.

    وصرح "دفعت 800.000 فرنك فرنسي أفريقي أي حوالي 1220 يورو لمهرب من غينيا الذي وعدني بنقلي حتى إيطاليا. كنت في اتصال منتظم معه وكان يرسل لي الأموال وأسماء الناس الذين كانوا يساعدونني طيلة السفر.

    لكن عندما وصلت إلى أغاديز اختفى نهائيا ".

    وواصل:" لقد سرقت أموال أخي الكبير لكي أدفع تذكرة السفر إلى هنا وليس من الوارد أبدا أن أعود إلى المنزل بدون أي شيء، علي أن أواصل الطريق حتى ليبيا".

    وفي انتظار أن يحقق حلمه، يتجنب أرنو زكي الذهاب إلى وسط مدينة أغاديز خوفا من أن يتم توقيفه من طرف الشرطة. فيما يقضي أوقات فراغه في اللعب، متجاهلا تماما وصول أعداد كبيرة من المهاجرين الذين فروا من جحيم ليبيا والذين "يتكدسون" على بعد أمطار قليلة من "الغيتو" الذي يعيش فيه.

    منذ قرار حكومة النيجر تشديد المراقبة على مهربي المهاجرين، يبدو أن "الغيتوهات" التي كانت سابقا مكتظة بالمهاجرين قد اختفت عن الأنظار، عدا ربما الصغيرة منها والتي زارتها فرانس24 في حي "تدرس" الواقع خارج مدينة أغاديز حيث المنازل القديمة والهشة التي تفتقد إلى المياه والكهرباء.

    وعلى بعد بضعة كيلومترات جنوبا، يمكن رؤية رادارات وهوائيات تابعة للجيش الأمريكي وهي تسطع جراء الشمس المشرقة.

    اللاجئون يحلمون "بالجنة" الأوروبية وإلى ذلك، أكد دافييز كامو، مسؤول المفوضية العليا للاجئين في أغاديز أن عشرات السودانيين الآخرين عانوا من نفس المعاملات في ليبيا وصلت إلى بيع بعضهم كعبيد.

    وقال:" السودانيون كانوا من اللاجئين الأكثر استهدافا من قبل الجماعات المسلحة في ليبيا منذ 2014. لقد تم سجن العديد منهم وتعذيبهم كالحيوانات. أما النساء فهناك مخاوف من أن يكون كثير منهن وقعن ضحية الاستغلال الجنسي".