Se hai scelto di non accettare i cookie di profilazione e tracciamento, puoi aderire all’abbonamento "Consentless" a un costo molto accessibile, oppure scegliere un altro abbonamento per accedere ad ANSA.it.
Ti invitiamo a leggere le Condizioni Generali di Servizio, la Cookie Policy e l'Informativa Privacy.
انسامد - 22 ابريل - نيسان - يرجع الفضل إلى إيطاليا في الحفاظ علي البرديات المصرية، التي تعود إلى فجر التاريخ، إذ يواجه مرممو البرديات تحديات يومية للحفاظ عليها من العوامل التي تدمرها أو تحللها، حيث تسجل هذه البرديات تاريخ بدء البشرية. وأقام المعهد الدولي للبرديات - متحف بردي ساراجوزا، معملا لترميم البرديات في المتحف المصري بتمويل من مقاطعة سيسيليا في 2004، ويدير هذا المكان الذي أصبح درة المتحف المصري حاليا مؤمن عثمان، الذي درس في معهد ترميم فلورنسا في عام 2000.
وأشاد عثمان، بالمساعدات التي تقدمها إيطاليا لشراء المواد الأساسية خاصة الأدوات الحديثة جدا، مثل ليزر التقطيع الضوئي المستخدم في تنظيف مساحات بالغة الدقة بدون استخدام المواد الكيميائية، وأجهزة قياس الطيف الضوئي للأشعة السينية التي تسمح بتحديد العناصر الكيميائية التي تميز الصبغة أو أية مواد أخرى.
وقال عثمان إن"مجموعة البرديات المعروضة في المتحف المصري تصل إلى 20 ألف بردية، وهي محفوظة في غرف مكيفة تحت درجة حرارة من 18 إلى 22 درجة، ومن 35 إلى 40 درجة رطوبة، مقدمة أيضا من إيطاليا للمحافظة بشكل خاص على البرديات الضعيفة".
وأشار إلى أن "هذه البرديات هي ثمرة الحفريات في وسط وجنوب مصر، وهي من أكثر الأماكن حرارة وجفافا مقارنة بالدلتا، حيث أفسدت الرطوبة كل البرديات ذات الكتابات الرقيقة".
وأكد عثمان، بلغة إيطالية سليمة، أن حماية البرديات المعروضة في المتحف من أولويات المعمل، بهدف الحفاظ عليها وليس تجميلها، بمعنى احترام أصل البردية دون إضافة ألوان أو خطوط.
وأضاف أن أبلغ مثال علي ذلك بردية تم ترميمها في الأسابيع الأخيرة، وتضم بعض فصول من كتاب الموتي، وتعود إلى حوالي 3200 سنة.
وقال إن "من آخر البرديات التي تم ترميمها وعرضها في نوفمبر الماضي هي بردية (يويا وتويا)، وهما أجداد توت عنخ آمون، ويأتي ترتيب هذه البردية الرابع على مستوى العالم كأطول بردية بعد تلك المعروضة في لندن، والتي يبلغ طولها 40 مترا، والثانية في تورينو ويبلغ طولها 30 مترا، والثالثة طولها 25 مترا ومعروضة في متحف المتروبوليتان للفنون في نيويورك".
وتابع "نقوم حاليا بدراسة أقدم بردية غير مكتوبة، وتعود للأسرة الأولى واكتشفت منذ أكثر من 3 آلاف عام قبل الميلاد"، ولفت إلى أن معاونيه الخمسة يقومون حاليا بترميم برديات وادي الجرف، وهي أقدم مجموعة حيث تعود إلى 2600 عام قبل الميلاد، وتم العثور عليها في عام 2013 في خليج السويس.
وأردف "نرى في إحدى البرديات جدولا مدون فيه الأجور التي كان يتقاضاها العمال .. كما نري بوضوح في بردية أخرى اسم خوفو، وهو صاحب أكبر أهرامات الجيزة الثلاثة".
وتعتبر برديات وادي الجرف أقدم البرديات علي الإطلاق في العالم، وقد عرضت للمرة الأولى في شهر أغسطس الماضي بمناسبة زيارة وزير الخارجية الإيطالي انزو موافيرو ميلانيزي للقاهرة.
ويمكن أن نرى في المعمل كذلك بردية جبلين، التي تعود إلى الإمبراطورية القديمة ورممها كورادو بازيل وآنا دي ناتالي، وهما مؤسسا متحف ساراجوزا، وعثر عليها في النصف الأول من الألفية الثالثة قبل الميلاد، واكتشفت بين معروضات للمتحف المصري في تورينو.
وآخر ما يمكن مشاهدته في المعمل برديات قادمة من سقارة في جنوب القاهرة، ويعمل عليها المتخصصون تحت قيادة عثمان لترميمها وعرضها خلال الأشهر الستة القادمة، وبنظرة سريعة نجد عليها الحروف الهيروغليفية والرموز والحيوانات والآلهة والفراعنة وألوان ناعمة، سواء البرديات المعروضة أو تلك قيد الترميم أو التوابيت ذات الألوان القاتمة المغطاة بالأتربة.