Se hai scelto di non accettare i cookie di profilazione e tracciamento, puoi aderire all’abbonamento "Consentless" a un costo molto accessibile, oppure scegliere un altro abbonamento per accedere ad ANSA.it.
Ti invitiamo a leggere le Condizioni Generali di Servizio, la Cookie Policy e l'Informativa Privacy.
انسامد - 25 ابريل - نيسان - يعتبر الإيطالي روزاريو بينتودي خبير الآثار وعالم البرديات حارس أطلال انتينوبوليس دون منازع، حيث ساعدت الحفريات التي قام بها على العثور على برديات مزينة بصور الحيوانات الرائعة، وهي من بقايا الفتح الإسلامي والمومياوات القبطية المغطاة بالذهب.
وولد بينتودي في مقاطعة ميسين، ثم عاش في فلورنسا، وهو عميد البعثات الإيطالية العاملة في مصر، ويعمل في حفريات انتينويه القديمة التي أنشأها الإمبراطور هادريان في القرن الثاني الميلادي على ضفاف نهر النيل، لتخليد ذكرى عشيقه أنطونيوس بعد غرق الأخير في النهر في عام 130 بعد الميلاد.
وتقع المدينة على الضفة الشرقية للنيل، على بعد 40 كيلو مترا جنوب المنيا، وهي ليست ببعيدة عن المكان الذي شهد مصرع العشيق غرقا.
وقال المؤرخ الكبير، إن "أهمية الموقع الذي تعمل فيه البعثة منذ عام 1935، والتي تضم مجموعة من الأثريين من معهد البرديات جي فيتيللي بجامعة فلورنسا، ترجع إلي أنه يعتبر مرحلة تاريخية محصورة ما بين الذكريات الفرعونية والحضارة الإسلامية".
واستعرض بينتودي الاكتشافات التي تمت على مدى السنين، بدءا من مقابر الأقباط الأغنياء والعواصم التي ترجع إلى قديم الزمان حتى عصر أخناتون، حيث نشاهد الرمز القبطي كالصليب ذو اللون الأحمر بداخل دائرة، وهي مؤشرات لم تكن مرئية من الخارج لكنها استخدمت لتمييز الأسلوب المعماري الذي أعيد استخدامه لطرد الشياطين والآلهة الوثنية، الذين تسللوا إلى الكنيسة بيد أنهم أبعدوا بعد ذلك بفضل الصليب. ولأول مرة في انتينوبوليس، تدير بعثة بينتودي وتتعاون مع باحثين من مختلف البلاد بالإضافة إلى فريق من جامعات روما، وقام بينتودي بتغيير المكان الأصلي لعمود ضخم من الجرانيت يزن 37 طنا ويبلغ طوله 12 مترا ليضعه عند البوابة الشرقية للمدينة، مستخدما الوسائل الحديثة والتقنية الاقتصادية للبكرات والرافعات المماثلة لتلك التي كانت تستخدم في العصور القديمة.
وأشار بينتودي، إلى العثور على آلاف البرديات أثناء الحفريات اليونانية والقبطية، حيث تصور إحداها الإمبراطور وبرفقته زوجته أو أنثى ذات صدر مفتوح على عربة تسحبها حيوانات رائعة.
وقال بينتودي، وهو أستاذ سابق لعلم البرديات بجامعة ميسين، إن ديليتا مينوتولي وهي إحدى تلميذاته لفترة طويلة شاركت في الحفريات، واكتشفت جزءا من الأوديسة هوميروس اليونانية.
وتذكر إحدى اللوحات متعددة الألوان من الجص، والمعروضة في أحد المدافن المسيحية، وتجسد إحدى المعارك بين الفرسان والرماة الذين يرتدون الدروع، حيث توضح المرحلة الانتقالية بين عالمين، من ناحية الإمبراطورية البيزنطية التي تخسر مصر أمام الإسلام الذي يصل، وتلك قد تكون آخر مرحلة للوجود الإمبراطوري المسيحي في مصر، مشيرا إلى أن انتينويه تعتبر مدينة الشهداء بالنسبة للأقباط، وهي أول وأكبر مركز مسيحي في مصر يسقط في أيدي العرب.
وتم عرض هذه الاكتشافات منذ عدة سنوات في فيلم وثائقي، بثه التليفزيون الفرنسي- الألماني "آرتي"، ودار حول غموض المومياوات المسيحية المكتشفة في انتينويه، والتي عثر عليها الأثري الفرنسي ألبير جاييه في نهاية القرن التاسع عشر ومطلع القرن العشرين.
وظلت هذه المومياوات مهملة لعشرات السنين في مخزن اللوفر لكنها بحالة ممتازة، وفقا للفيلم الوثائقي الذي أظهر وجودها محنطة برقائق الذهب، حيث كانت بعض المومياوات ترتدي ملابس فاخرة وتغطيها رقائق ذهبية.