(بقلم باولا ديل فيكيو) أنسامد - مدريد، 8 يوليو/تموز/ تأتى ميزانية مليئة بالارتفاعات والانخفاضات متأثرة بالتغيرات الجيوسياسية في منطقة البحر المتوسط، مع التقييم السلبي للسنوات الثلاث الأخيرة، والذي يتناقض مع التوقعات الايجابية طويلة المدى، لا سيما فيما يتعلق بادارة البلاد وما يُستجد من تطورات إجتماعية وإقتصادية.

كان هذا ما أسفر عنه تحقيق يوروميد السنوي الخامس الذي قام بإعداده المعهد الأوروبي من أجل المتوسط (IEMed)، وذلك بالتشاور مع 838 من الخبراء، ممثلي الحكومة والمجتمع المدني في الـ 43دولة الأعضاء في الإتحاد من أجل المتوسط، وتم تقديم التحقيق بالأمس في بروكسل. تتجلى الإختلافات الرئيسية بين الوضع الحالي والتوقعات الإيجابية على المدى الطويل فى سيادة القانون والحوكمة الرشيدة، إستقلال القضاء، التوقعات الإقتصادية وجودة الحياة، وضع المرأة أو حرية التعبير والصحافة. ويظل خارج المشهد المتفائل التحسنات في العلاقة بين السلطة المدنية والعسكرية والحد من مستويات الفساد. ويظهر التحقيق أيضا وجود إتجاه ثابت من الرؤية الإيجابية لمستقبل المنطقة في بلدان المغرب العربي، فى مقابلة شعور سلبى فى إجابات من تم إستطلاع ارائهم في تركيا وإسرائيل. ويُظهر تحقيق يوروميد السنوى قوة الإتحاد الأوروبي الكبيرة كشريك إقتصادي وتجاري لدول البحر المتوسط، الشريك الرئيسي وفقاً 67% لمن تم إستطلاع ارائهم. ولكن تعتبر درجة تأثيره طفيفة بخصوص تعزيز سيادة القانون والتكامل الأورومتوسطي والإصلاح الديمقراطي، في حين تظل الشكوك قائمة حول قدرته على حل النزاعات. بالنسبة لـ41٪ من المستطلعين، يروا أن السياسات الأوروبية في عام 2013 كان لها أثر اجتماعي ضعيف في بلاد البحر المتوسط، وتظل أولويات الإصلاحات السياسية الديمقراطية من أجل تعزيز الديمقراطية وسلامة الحكم.

وفي سياق متعدد الأقطاب، لا تزال الولايات المتحدة تبدو كعنصر فاعل مؤثر في منطقة البحر المتوسط، تليها روسيا وإيران، تبدو هكذا بخاصة الى بلاد المغرب العربي. ويأتي خلفهم الاتحاد الأوروبي ومجلس التعاون الخليجي، ولديهما مستوى مماثل من التأثير تليهم الصين وجامعة الدول العربية، ثم الأمم المتحدة التي سجلت أعلى نسبة مئوية من التأثير "المنخفض أو المنخفض جدا" في المنطقة.

إلى الخبراء ومسؤولي السياسات والمؤسسات، تم تقديم التحقيق أمس الى مركز السياسة الأوروبية (EPC) في بروكسل من جانب الرئيس التنفيذي لأي ميد، سينين فلورينسا، مع مساهمات مايكل كولر، مدير إدارة الجوار للتنمية والتعاون في المفوضية الأوروبية؛ وروزا بالفور من مركز السياسة الاوروبية؛ وأحمد قنديل، من مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية؛؛ وأليساندرو كورتيزي، من لجنة السياسة والأمن التابعة للاتحاد الأوروبي. أنسامد