هكذا تحول إجتماع قيادة الحزب الديمقراطي إلى حلقة مفرغة، فمن ناحية تمضي الأقلية، التي تتطلع إلى إنتخابات مسبقة وتناضل لأول مرة في معركتها لإحراز بعض التعديلات على قانون الإنتخابات الجديد.
ومن ناحية أخري هناك أتباع رينسي، الذين ملوا من وصفهم ﺒ "الكوريين الشماليين" المطيعين. وفي النهاية جاء التصويت بالإجماع لصالح رئيس الوزراء بواقع (120 صوت) وذلك فقط لأن اليسار الديمقراطي لم يصوت.
وحذر روبرتو سبيرانزا من أن رينسي "يخاطر بخسارة جزء من الحزب الديمقراطي" على طريق الإصلاحات. ويقول المجادل ألفريدو دأتوري أنها واحدة من المراحل الأكثر دقة في حياة حزب رينسي والتي تميزت بالعلاقة الطويلة ("على النمط الكوبي") والتي يدافع فيها السكرتير عن دوافع النص الحالي للقانون الإنتخابي وعموماً عن إصلاحات الحكومة. وأيضا لمن يريد الحصول على "احتكار كلمة اليسار" فإنه يستخدمها بتكرار متزايد". إنه هجوم على بيرساني وكوبيرلو وعلى من يداهم من الخارج: أي الإئتلاف المجتمعي لماوريتسيو لانديني. ويبدو رينسي متشدداً للغاية مع رئيس إتحاد العاملين بالصناعات المعدنية ويشبهه بماتيو سالفيني ويشبه كليهما ب"أشخاص تليق بالبرامج الحوارية ولكنهم يفقدون الصلة مع الواقع". ويقول رئيس الحزب الديمقراطي "إنها صفعة للانديني، وسيقوم الواقع بدفع "النقابات" لأن "التحالف الشعبي يمثل تحدياً ثقافياً كبيراً، ولكنه لا يمثل مستقبل اليسار ولا حتى ماضيه. إن ذلك لا يقلقني". ورد السكرتير العام لإتحاد العاملين بالصناعات المعدنية في ساعة متأخرة من المساء على الإتهام الذي وجهه رئيس الوزراء قائلاً "أنا أعامل البلهاء بعناية على الرغم من قول البعض أنه يرغب في السيطرة على التليفزيون ويستخدم البرامج للتواصل...".
ولأمثال بيير لويجي بيرساني الذي طالب بأن "يركز على المُجمل" وألا يقترح "تعديلات جديدة" على قانون الانتخابات، أجاب رئيس الوزراء أنها حانت لحظة التوقف عن "تنقيح" النص والتصديق على القانون الانتخابي بشكل نهائي لأننا نتلاعب ب "كرامة وكفاءة الحكومة" و"مصداقية إيطاليا". وصرح بأن "إتخاذ القرار ليس كلمة فاشية".
ويقول مفسراً أنه بعد قانون الإنتخاب القديم الذي كان يسلم إلى المواطنين برلمانيين "فجأة" على غرار "صندوق مفاجآت برنامج ماستر شيف" وأنه بينما التعديلات التي وضعها ماتاريللا على القانون الانتخابي" لا تضع حتمية فوز شخص ما" فإن قانون الانتخاب الجديد حصل على تأييد الأغلبية. وحصل بموجب التأييدات" على الأقل 50%" من المقاعد. وأضاف رينسي أن تغيير القانون في مجلس النواب وإعادة إرساله لمجلس النواب لن يكون فقط "كلعبة عشوائية تعتمد على المصير" ولكنه قد يصبح أيضاً "خطأ فادحاً ومجازفة" وفقاً للأعداد المتشددة.
وأيضاً لأن بيرلسكوني، لاحقاً بسالفيني، قد خرج من الاتفاق وحركة الخمس نجوم بقيادة جريللو الذي أصبح يستفيد من مصائب الآخرين ويعترض دون داعي. إذا لا يمكن لبعض النواب من أقلية الحزب الديمقراطي التهديد بالتعدي على القانون الانتخابي الجديد بفضل التصويت السري ورفع رينسي صوته قائلاً: "حتى هذا الإبتزاز لا أقيم له وزناً". أنسامد
ALL RIGHTS RESERVED © Copyright ANSA