الوقت المقدر لإتمام الاستعدادات لإطلاق المهمة السياسية الأوروبية للأمن والدفاع المشترك يصل على أقل تقدير لمدة شهرين. إن رؤساء الدول والحكومات متفقين على ضرورة محاربة تجار البشر، لكن هناك الكثير من الشكوك عن طريقة التنفيذ. الممثل الأعلى للإتحاد الأوروبي فيديريكا موغيريني لا تضيع الوقت لدراسة "عملية محتملة"، وفي اثناء زيارتها لكل من نيويورك الثلاثاء القادم -حيث ستكون بمقر الأمم المتحدة من أجل لقاءات محددة مسبقا حول الطاقة النووية- وواشنطن الأربعاء ستقوم بمحادثات حول الموضوع. إن فرنسا وبريطانيا ستقومان بتبني عرض يفيد تقديم التغطية اللازمة للأمم المتحدة. تكمن الفكرة في إعداد عملية عسكرية تشمل اجراءات جذرية، وذات أهداف محددة لتدمير المراكب قبل استخدامها حتى وإن كانت على السواحل الليبية. إلا ان الكثير من الأسئلة والتشككات انهمرت من جميع الإتجهات. بغض النظر عن الإطار القانوني وتغطية الأمم المتحدة الضرورية (التي أكد عليا أولاند أيضا) فإن حكومة طرابلس (إحدى حكومات الثلاثة الموجودة بليبيا وغير معترف بها من الإتحاد الأوروبي) قد أعلنت رفضها بالفعل في تصريح على لسان وزير خارجيتها محمد الغيراني بأن "ليبيا لن تقبل أبدا أن يقصف الإتحاد الأوروبي قواعد مهربين مزعومة". كما انتقد رئيس البرلمان الأوروبي مارتن شولز المهمة على طراز عملية أتلانتا حيث يفضل "عمليات تقوم بها الشرطة الدولية بالتعاون مع دول شمال أفريقيا". كما انه من المتوقع أيضا زيادة الدعم الى كل من تونس، مصر، السودان، مالي والنيجر ودول أخرى وذلك من أجل رصد ومراقبة الحدود داعمين بذلك العمليات السياسية الأوروبية للأمن والدفاع المشترك التي بدأت بالفعل في المنطقة، وتعاون على الصعيد السياسي مع الشركاء الأفارقة، كما سيقترح على الإتحاد الأفريقي أن يعقد اجتماع قمة حول هذا الموضوع بمالطا في الشهور القادمة. وفي الوقت ذاته، طلبت الأمم المتحدة من الإتحاد الأوروبي القيام بتدخل "فوري"، عملية "جادة" للبحث والنجدة بنشر الوسائل البحرية والجوية بطريقة تمكنا من تجنب تكرار مآسي أخرى مثل التي وقعت الأحد الماضي. كما اصرت غالبية دول الاتحاد الاوروبي علة عدم تغيير مهمة ترايتون حتى لا تتحول الى مجرد عملية بحث وانقاذ. وبذلك تبقى العملية مهمة لمراقبة الحدود حيث أن هناك توجس كبير، من الشمال إلى الجنوب، من عامل جذب المهاجرين. هذا وأشارت ميركل بأنه "لم يطالب أحد بإعادة تفعيل ماري نوستروم، فقد تناقشنا جميعا حول ترايتون". ولكن، كما أشارت الممثل الأعلى لسياسة الأمن والشؤون الخارجية في الإتحاد الأوروبي فيديريكا موغيريني: "فإن قوانين الملاحة تقضي بضرورة الإنقاذ، إذن زيادة امكانيات مهمة ترايتون يعني بالضرورة زيادة عمليات الإنقاذ في البحر". وقد أثبتت بعض الوثائق التي وزعها يونكر على القادة الـ 28 أثناء الاجتماع، قيام وسائل ترايتون بالفعل ولمرات عديدة بالمشاركة في عمليات إنقاذ لأبعد من ثلاثين ميل. ومن ناحية أخرى، كما أوضحت قرارات القمة فإنه "سيتم تفعيل برنامجاً جديداً لإعادة المهاجرين غير الشرعيين من الدول الأعضاء وذلك من خلال برنامج فرونتكس". وقد أعلنت ألمانيا عن استعدادها لمساعدة إيطاليا لكنها تطلب الإلتزام بقواعد المعاهدات، أي تسجيل وأخذ بصمات كل المهاجرين. أنسامد
ALL RIGHTS RESERVED © Copyright ANSA