ويبدو أن الادارة الأمريكية تسعي الي سرعة تشكيل تحالف دولي للتدخل على الأراضي الليبية، ولكن ايطاليا تري أن الأمر يحتاج الي إطار واضح من الشرعية الدولية.
ويأمل الجميع في أن يتمكن البرلمان الليبي في الأسبوع القادم من أن يوافق على تشكيلة حكومة الوحدة الوطنية والتي سوف يكون منوط بها اضفاء الشرعية على أي تدخل دولي. وهذا هو الشرط الذي تعتبره الحكومة الإيطالية أساسيا للقيام بأي مهمة.
ومن المتوقع أن يشدد ماتاريللا والذي سوف يتواجد يوم غد في البيت الأبيض على الاستعداد التام من جانب ايطاليا للمشاركة في هذا التحالف ولكنه كذلك سوف ينصح الحليف الأمريكي بالحرص. وفي غضون ذلك وبمجرد وصوله الي واشنطن قام ماتاريللا بزيارة مقبرة أرلنجتون الوطنية حيث ترقد رفات الجنود الأمريكيين الذين سقطوا منذ الحرب الأهلية في أمريكا وحتى الأن، وقام ماتاريللا بزيارة قبر الرئيس الأمريكي جون كينيدي والذي تم اغتياله في 22 نوفمبر / تشرين الثاني عام 1963 بمدينة دالاس. وتعد هذه الزيارة ذات مغزى هام وتستدعي الي الذاكرة الزيارة الأولي التي قام ماتاريللا بها بمجرد أن تم انتخابه رئيسا للبلاد الي النصب التذكاري لفوسي أردياتيني لضحايا المذبحة النازية في روما 1944 حيث تحدث في ذلك اليوم عن ضرورة ألا ننسي وضرورة المصالحة الوطنية.
ولن تقتصر المحادثات التي سوف تعقد غدا بين ماتاريللا و أوباما علي الحرب علي تنظيم داعش بل سوف تشمل كذلك الأزمة العالمية الخاصة باللاجئين و أهمية تبني سياسات أوربية لمساعدتهم. كما سوف تتطرق المناقشات الي اتفاقية التجارة بين الاتحاد الأوربي والولايات المتحدة واستطلاع مدي الدعم التي تحاول ايطاليا جمعه من أجل الترشح للحصول على مقعد غير دائم في مجلس الأمن الدولي. و تعد هذه الزيارة ذات أهمية كبيرة لأنها تأتي في وقت شديد الحساسية في صراع المجتمع الدولي ضد تنظيم داعش فالرئيس الأمريكي يبدو نشيطا جدا في هذه الساعات في تشكيل جبهة لمواجهة داعش ،كما تعد واشنطن المحور الأساسي لملفات دولية عديدة ما تزال مفتوحة من الملف السوري الي العلاقات مع ايران ، و اتضح منذ أيام مدي رغبة الولايات المتحدة في الاسراع في مواجهة داعش و لكن تبقي الجبهة الليبية في ذيل القائمة . ومع أن ايطاليا قد حددت موقفها و الذي يقوم علي الاستعداد التام لتقديم الدعم اللوجيستي، مثل القيام بتدريب العسكريين و كذلك دعم المؤسسات الحكومية علي الأرض، فيبقي علي المملكة المتحدة و فرنسا أن يحددا دورهما و سوف يتم يوم غد التأكيد علي الشراكة الحديدية و العلاقات الصلبة التي تربط واشنطن و روما و التي تبدو اليوم في أقوي حالاتها. وطبقا لمصادر في قصر كورينالي الرئاسي فسوف يؤكد ماتاريللا علي تقارب وجهات النظر مع الرئيس أوباما و التي تدعو الاتحاد الأوربي الي ضرورة تبني سياسات داعمة و بعيدة عن مسألة التشديد علي الميزانية و في مهمته الطويلة و التي سوف تختتم في هيوستون بعد زيارة الي نيو يورك، تعد المنافسة علي الحصول علي مقعد غير دائم في مجلس الأمن من أبرز الملفات ، فقد تقدمت ايطاليا و منذ عام 2009 بالترشح عن المدة من 2017 - 2019 و ينافسها علي هذا المقعد كلا من السويد و هولندا و سوف يتم الاقتراع للفوز بمقعدين خلال هذا العام . أنسامد
ALL RIGHTS RESERVED © Copyright ANSA