يأتي النبأ عقب التحقيق الخاص بجريدة نيويورك تايمز بشأن قضية مقتل الباحث الإيطالي في القاهرة، ووفقا للتحقيق الذى أجرته جريدة النيويورك تايمز فإن الولايات المتحدة الأمريكية تحت إدارة أوباما قد تحصلت على دلائل "قاطعة" و"غير قابلة للجدل" على أن جوليو ريجيني قد تم إختطافه وتعذيبه وقتله من قبل عناصر قوات الأمن المصرية وقد قامت الولايات المتحدة بإعلام حكومة رينسي بذلك. وعلى صعيد أخر أوضح مجلس رئاسة الوزراء أن واشنطن لم ترسل قط "أية وقائع أو دلائل دامغة"، لكن هذه التطورات تلقي بظلالها على الواقعة، عقب أيام قليلة من صدور القرار الإيطالي المتعلق بإعادة السفير إلى مصر في ضوء المستندات الجديدة التي سلمها المحققون المصريون إلى المدعى العام في روما . وكل هذا يجرى في خضم إحتجاجات عائلة الضحية- التي ستتوجه في أكتوبر/ تشرين الأول إلى مصر، إذا لم يكن قبل ذلك - وجدالات سياسية واسعة.
جريدة نيويورك تايمز قامت بإعادة تجسيد حياة ريجيني في مصر وعمله البحثي بخصوص عالم البائعين الجائلين. في دولة تؤول فيها السلطات إلى المشير السيسي، "مناخ من الشك يحوم حول القاهرة، ومع وجود محامين وصحفيين يتعرضون للإضطهاد ومخبرين يملئون مقاهي وسط المدينة" ثم إختفاء الباحث والعثور على جثته في فبراير/ شباط 2016، تسبب في تصعيد التوتر بين روما - التي كانت تطالب بالحقيقة - ومن جانب المصريين كان هناك الكثير من التضليلات والإخفاءات. لدرجة أن، في هذه البيئة الغامضة، قام السفير الإيطالي آنذاك السيد/ مساري "بالتوقف سريعا عن إستخدام البريد الإلكترونى والهاتف فيما يتعلق بالمعلومات الحساسة". وأيضًا، بحسب جريدة نيويورك تايمز - التي أجرت حوارا مع ثلاثة مصادر من إدارة أوباما - بعد مرور بضعة أسابيع على حصول الولايات المتحدة على "أدلة قاطعة" بشأن مسئولية المخابرات عن مقتل ريجينى.
وقاموا بإخبار الحكومة الإيطالية تحت رئاسة ماتيو رينسي. كما أكدو أن القادة في القاهرة كانوا يعلمون الحقيقة. ولكن للحفاظ على مصادرها الخاصة، لم تشارك الولايات المتحدة المستندات الإستخباراتية مع روما، ولم تُخبرها أية وكالة أمن تعتقد أنها تقف وراء مقتل ريجيني .وهو ما أكده قصر كيجي الذي أعلن أن الولايات المتحدة في الأشهر التالية لموت ريجيني لم ترسل "أية وقائع".
وكتبت جريدة نيويورك تايمز أن إظهار الأمريكيون لتأكدهم من مسئولية جهاز المخابرات المصرية بشكل مباشر "لم يحدث قط" بين وزير الخارجية جون كيري ووزير الخارجية المصري سامح شكري، والذي تأثرت فيه المجموعة المصاحبة لكيري بنبرته القاسية، لأنه كان يتعامل عادة مع مصر "بحذر". ومن جانب مصر أكد وزير الخارجية "على الشفافية الكاملة" فيما يتعلق بالتحقيق وأكد على عودة السفير الإيطالي، على أمل إنعاش سياحتنا. وأعربت وزيرة الاستثمار سحر نصر عن أملها في تسجيل أرقام قياسية جديدة للإستثمارات الإيطالية. لكن في إيطاليا أعاد تحقيق جريدة نيويورك تايمز إثارة الجدل وطالبت المُعارضة الحكومة بالتوجه فورًا إلى البرلمان. وأكد كلاوديو ريجيني والد جوليو على "سخطه" من إرسال السفير كانتيني إلى القاهرة، وهو قد كان "سلاح الضغط الوحيد". بينما أعلنت الوالدة باولا أن العائلة تنوي التوجه إلى القاهرة في ال 3 من أكتوبر/تشرين الأول لكنها قد تسبق تولى السفير مهامه. أنسامد.
ALL RIGHTS RESERVED © Copyright ANSA