قرر برلمان برشلونة الإجتماع صباح اليوم فى جلسة "استثنائية" للإستماع الى الرئيس كارليس بويديمونت حول استفتاء يوم الاحد المقبل بشأن الاستقلال الذى أعلنت مدريد أنه "غير قانونى" والذي تم التصويت عليه ب "نعم" بنسبة 90٪ وبحماسية شديدة.
وقد أدت التوترات في الإقليم الكاتالوني يوم أمس إلى هبوط شديد في بورصة مدريد. حيث أغلق مؤشر إيبكس 35 (مؤشر بورصة مدريد) عند -2.85٪، بخسارة قدرها 10000 نقطة، مع خسائر قوية للبنوك الكاتالونية كايكسا وساباديل.
وفي الليلة الماضية، في خطابه إلى الأمة، قام الرئيس بويديمونت بالرد على التدخل الشديد من جانب الملك فيليب ضد إقليم كاتالونيا؛ حيث صرح قائلا: "هذا لا يصح جلالة الملك!. لقد شعرت بخيبة أمل من رئيس الدولة الإسبانية لعدم قيامه بدوره كمنسق ومحالف لسياسة حكومة مدريد غير المسؤولة والكارثية".
ويريد حزب اليسار(حزب ترشيح الوحدة الشعبية CUP)، واحد من ثلاثة أحزاب مستقلين يتمتعون بالأغلبية المطلقة في البرلمان، أن يتم التوجه فورا الى اعلان الاستقلال المنصوص عليه في المادة 4 من قانون الاستفتاء الذي رفضته مدريد. ولكن لا شيء يعتبر أمرا مفروغا منه. فالأوضاع مرنة جدا. وقد أكد بويديمونت على تكرار الدعوة الى الوساطة الدولية مع مدريد، وقال أن هناك الكثيرين يعملون على ذلك، على الرغم من الرفض الذي يأتي من جانب راخوي الآن. هناك فرضيتين في الوقت الراهن. أحدها هو محاولة من رئيس الوزراء الباسك، إنيجو أوركولو، الذي اقترح أن يكون محاور افتراضي للإتحاد الأوروبي.
والأخرى هي مبادرة من الكنيسة. ويرى بويديموت أنه سوف يكون شيء إيجابي أن تكون هناك وساطة من قبل اثنين من أعلى السلطات الكاثوليكية في كاتالونيا؛ كاردينال برشلونة، خوان خوسيه أوميلا، ورئيس الدير جوزيب ماريا سولر.
وبمرافقة كاردينال مدريد، كارلوس أوسور، قام أوميلا بلقاء راخوي ونائب الرئيس الكاتالوني، أوريول جونكويراس. واقترح الزعيم بوديموس بابلو إغليسياس، بعد اتصاله مع راخوي وبويديمونت، جدول أعمال لبدء عملية الوساطة. ولكن تم رفض طلبه من قبل رئيس الوزراء. وفي حالة أنه سوف تكون هناك أي وساطة، فإنه يجب البدء في ذلك سريعا. قبل الاعلان بشكل رسمي عن الإستقلال المحتمل يوم الاثنين المقبل، والذي من شأنه ان يدفع مدريد الى ازالة المادة رقم 155 من الدستور.
وهو السلاح الذري المتاح الآن لراخوي، والذي يسمح له بالسيطرة على الحكومة الكاتالونية أو على الأقل جزء من صلاحياتها، مثل السيطرة على الشرطة الكاتالونية التي يجري التحقيق مع رئيسها الآن من قبل القضاء الإسباني بسبب إثارته للفتنة، أو الإطاحة ببويديمونت أو عقد انتخابات مبكرة. ولكن مع خطر التصعيد في كاتالونيا، حيث قام مئات الآلاف من الناس بالتظاهر والإحتجاج ضد العنف المتبع من قبل الشرطة، ومن المتوقع أن تؤدي هذه المقدمات إلى أن تكون الأحداث في يوم الأحد المقبل من الصعب السيطرة عليها. ولكن العديد يقومون بالضغط على رئيس الوزراء الذي لا يزال مترددا، حيث أنه سوف يقوم بالتصرف بقبضة من حديد. ومن هذا المنطلق، فإن الخطاب الناري للملك فيليب في الليلة الماضية ضد إقليم كاتالونيا أو الضغوط من قبل سورايا دي سانتاماريا، نائب رئيس الوزراء، الذي يريد بسوي تقييده بسبب مهام ومناصب أجهزة الشرطة، واتحادات النقابات في حزب سيودادانوس والصحافة المدريدية. ومن أوروبا التي صدمتها صور العنف الذي اتبعته أجهزة الشرطة يوم الأحد ضد المدنيين، تصل دائما المزيد والمزيد من النداءات والدعوات من أجل الحوار، والتي بالكاد يصعب أن يتجاهلها راخوي. وعقب النقاش في البرلمان الأوروبي، أعرب أنطونيو تاجاني، رئيس الجمعية، ممثل لجنة الإتحاد الأوروبي، عن أمله في إجراء حوار يحترم الإطار الدستوري. ولكن الوقت يمر، وفي يوم الاثنين، سوف يكون هناك خطر من أنه مع إعلان الاستقلال سوف تصبح الأزمة حقا خارج نطاق السيطرة. انسامد
ALL RIGHTS RESERVED © Copyright ANSA