ووفقا لسيك، فإن الإدارة الأميركية الجديدة التي كانت اول رحلة خارجية لها في الرياض ليست لديها أي استراتيجية خاصة بخوص الشرق الاوسط. في حين أن ترامب قد تصرف حتى الآن من خلال رغبته الخالصة ومحاولة للحفاظ على الوعد الذي قطعه في حملته الانتخابية والجهود الواعية للتغيير أي شيء من إرث الرئيس الأمريكي السابق، باراك أوباما.
كما أوضح سيك الذي قام بعقد مؤتمرا لوكالات الاعلام الخارجية في روما هذه الأيام أنه فيما يتعلق "بصراع المتمردين الحوثيين في اليمن على سبيل المثال" قام ترامب بتناول القضية السعودية من خلال كثير من الحماس والقليل من روح النقد التي كان يتبعها أوباما، بينما يتواجد التحالف العسكري بقيادة الرياض في مأزق مع الآلاف من الضحايا المدنيين وانتشار وباء الكوليرا.
حتى الموافقة على هجوم الرياض ضد الدوحة - والذي يعد المرحلة الأخيرة من ذلك النزاع طويل الأمد الذي يقسم دول الخليج الآن على جبهتين - من المرجح أن يضر بالمصالح الأميركية التي سعت دائما لتشجيع مجلس التعاون الخليجي للعمل ككيان واحد. إن العزلة التي فرضها السعوديون على قطر جنبا إلى جنب مع الإمارات العربية المتحدة والبحرين قد دفعت دولت الإمارات الغنية إلى تعزيز قدرتها على المقاومة تماما بفضل مواردها الهائلة وبمساعدة من إيران. ولكن بالنسبة للمحلل السياسي، فإن المواجهة بين إيران والمملكة العربية السعودية لا تعكس تقسيما دينيا بين السنة والشيعة أكثر من كونها منافسة للسيطرة على المنطقة. حيث أن الصراعات الأكثر دموية هي الصراعات بين مختلف عناصر العالم السني - حيث، على سبيل المثال، تنظيم داعش، الذي يعد عدوا لمسلمي الشيعة، هو أيضا عدوا للوهابية السعودية، لأنها ليست متأصلة بشكل كافي. لكن خاصة في سوريا، حيث تتحالف الولايات المتحدة مع خاسري ذلك الصراع، أي أنصار منطقة الخليج المعارضين للرئيس بشار الأسد، والذين كانوا يراهنون على سقوطه خلال وقت قصير.
بينما كان الخبراء الذين استبعدوا امر سقوط بشار الأسد على حق، على الرغم من أنه لم يتوقع أي أحد الدور الهام الذي تم تقديمه من ميليشيات الإيرانية وحزب الله وروسيا أيضا.
الآن يمكننا أن نقول مع بعض من اليقين أن الأسد قد فاز، على الرغم من أن الحرب الأهلية سوف تستمر لسنوات. ومعه روسيا وإيران، في حين أن الأكراد، الذين أظهروا قوتهم العسكرية، قد وجدوا ان إسرائيل هي المؤيد الوحيد للاستفتاء الأخير حول استقلال إقليم كردستان في العراق.
أضاف سيك مذكرا انه بالطبع من تكبد الخسائر حتى هذه اللحظة هو تنظيم داعش ولكن أيضا بخصوص ذلك فان واشنطن من وجهة نظر المحلل ليس لديها أي استراتيجية مستقبلية" كما هو الحال في إيران حيث ان قوتها الحالية في المنطقة خلال تلك السنوات مستمدة من عمليات الولايات المتحدة الأمريكية في أفغانستان والعراق. أضاف أنه بدون طهران فكان من الممكن أن يصل تنظيم داعش حتى بغداد.
مع ذلك، يؤدي هجوم ترامب السياسي ضد إيران إلى نسيان التحالف بين واشنطن وطهران في مواجهة هذه الجماعة الإرهابية. أدى قيامه بتمرير القضية إلى الكونجرس من اجل إلغاء الاتفاق النووي مع إيران لعام 2015 إلى خطر أن يعود امر اتخاذ القرار إلى ترامب في حالة إذا ان يقرر الكونجرس بفرض عقوبات جديدة من أو بترك الخيار للرئيس بشأن الانسحاب الفردي من الاتفاق وهو الامر الذي سوف يخلق أزمة بين الولايات المتحدة وحلفائها الدوليين الرئيسيين.
لكنه يشير إلى أن الانسحاب من جانب واحد سوف يؤدي في المقام الأول إلى سلسلة من الديناميكيات التي تؤثر على أمن الشرق الاوسط وباقي دول العالم للعقود المقبلة.
اختتم سيك تصريحاته قائلا: "لذا، فهي تعد سيناريوهات مثيرة للقلق، حتى لو كانت من جانب أولئك المتواجدين في الحكومة الذين لا يجب عليهم اتخاذ قرارات بشكل متهور او بدون وعي". أنسامد
ALL RIGHTS RESERVED © Copyright ANSA