وأضاف إيشينغر -في مقابلة مع صحيفة بيلد الشعبية الألمانية قبيل انطلاق مؤتمر ميونيخ اليوم الجمعة- إن الاتحاد الأوروبي الذي يمثل اهتمامات خمسمئة مليون نسمة وتعتبره دول كثيرة أهم شريك تجاري لها، فشل في سياسته الخارجية والأمنية تجاه الشرق الأوسط.
وأضاف الدبلوماسي الألماني أن الدول الأوروبية بدل اتفاقها وتعبيرها عن موقف واحد بقضايا السياسة الخارجية، تفضل كل منها إرسال رئيس حكومتها أو وزير خارجيتها للشرق الأوسط، ليعبروا عن أجندة خاصة بهم هناك.
واعتبر إيشينغر أن هذا المسلك الأوروبي في التعامل مع أزمات جواره المضطرب يعكس افتقار أوروبا لإستراتيجية ثابتة في هذه المنطقة.
واقترح على الحكومة الألمانية الجديدة بعد تشكيلها جعل الاتحاد الأوروبي قوة ضاربة وأكثر تأثيرا.
وأوضح أن هذا سيكون ممكنا إن استطاع الاتحاد اتخاذ قراراته المتعلقة بقضايا السياسة الخارجية والأمن بالأغلبية، وإلغاء حق الفيتو الممنوح لكل دولة من دوله الثماني والعشرين.
ورأى إيشينغر أن استمرار الدول الأوروبية الصغيرة في ممارسة حقها بالاعتراض يعني استمرار لعب الاتحاد دورا هامشيا في حل الأزمات الدولية مثلما هو الحال مع الأزمة السورية.
وكان وزراء دفاع الدول الأوروبية قد اتفقوا الخريف الماضي على تحويل الاتحاد الأوروبي لاتحاد دفاعي، ولعبت وزيرة الدفاع الألمانية دورا رئيسيا في هذا التوجه.
ولفت مدير مؤتمر ميونيخ إلى أن الإعلان عن تأسيس الاتحاد الدفاعي الأوروبي مثل خطوة مهمة وصحيحة بطريق قيام جيش أوروبي.
وأشار إيشينغر -الذي عمل سفيرا لألمانيا في عدد من العواصم العالمية الكبرى ومن بينها واشنطن، قبل توليه رئاسة مؤتمر ميونيخ عام 2010- إلى أهمية تمثيل الاتحاد الأوروبي لاهتماماته ومصالحه بالوسائل العسكرية، إذا عجزت الإمكانيات الدبلوماسية عن تحقيق هذه المصالح.
يشار إلى أن الدورة السنوية لمؤتمر ميونيخ الدولي للسياسات الدفاعية والأمن انطلقت اليوم الجمعة في مدينة ميونيخ عاصمة ولاية بافاريا الألمانية الجنوبية، بمشاركة 21 رئيس دولة وحكومة ووزراء الخارجية والدفاع من ثمانين دولة.
وتتصدر قضايا أزمات الخليج وسوريا والصراع في شرق أوكرانيا والبرنامج النووي الإيراني وقضية الشرق الأوسط ومستقبل الاتحاد الأوروبي والخلافات الراهنة بين الولايات المتحدة وتركيا، أجندة نقاشات المؤتمر خلال أيام انعقاده الثلاثة.
ALL RIGHTS RESERVED © Copyright ANSA