وقال ماكرون خلال كلمته إن غضب المحتجين "عميق ومبرر".
وأعلن عن رفع الحد الأدنى للأجور بواقع مائة يورو شهريا اعتبارا من عام 2019، كما ألغى زيادة ضريبة مقررة على فئة أصحاب المعاشات المنخفضة، في حين طالب أرباب العمل بدفع علاوات معفاة من الضرائب للعاملين.
وأضاف ماكرون أن الكثير من المواطنين لا يشعرون بسعادة بسبب ظروف المعيشة وأنهم يعتقدون أن "أحدا لا ينصت إليهم".
وكان ماكرون قد التقى، قبل الخطاب، مع ممثلين عن النقابات العمالية ومنظمات أرباب العمل، صباح الاثنين في محاولة لنزع فتيل أسابيع من الاضطرابات في باريس ومدن أخرى.
وقال بعض أنصار احتجاجات السترات الصفراء في منطقة أميان، مسقط رأس ماكرون، لبي بي سي إنه ينبغي أن يقيل ماكرون رئيس الوزراء، إدوار فيليب، ووزير الداخلية، كريستوف كاستانير في أقرب وقت.
بدأت حركة "السترات الصفراء" للاعتراض على قرار الحكومة بزيادة ضرائب على وقود الديزل، الذي يستخدمه بشكل واسع سائقو السيارات في فرنسا وظل لوقت طويل يحظى بضريبة أقل من بقية أنواع الوقود الأخرى.
وارتفت اسعار الديزل بنحو 23 في المئة خلال الأشهر الـ 12 الماضية، وتسبب قرار الرئيس ماكرون بفرض زيادة 6.5 سنتا على الديزل و 2.9 سنتا على البنزين بدءا من الأول من يناير/كانون الثاني، في انطلاق حركة الاحتجاجات.
ويلقي ماكرون باللائمة على ارتفاع أسعار النفط عالميا، بيد أنه قال إن الضرائب المرتفعة على الوقود الأحفوري كانت مطلوبة لتمويل الاستثمارات في مجال الطاقة المتجددة.
ويطلق على متظاهري "السترات الصفراء" هذا الاسم لأنهم نزلوا إلى الشوارع وهم يرتدون السترات صفر التي يفرض القانون الفرنسي وجودها في أي سيارة وترتدى ليلا على الطرق لكي توضح الرؤية لقائدي السيارات المارة ومنع وقوع حوادث.
بيد أن الاحتجاجات تواصلت ورفع المحتجون مطالب أخرى، من بينها الدعوة إلى رفع الأجور، وتخفيض الضرائب، ومنح رواتب تقاعدية أفضل، فضلا عن تسهيل اشتراطات القبول في الجامعات.
ويتركز الهدف الأساسي للحركة على لفت الانتباه إلى ما تعانية عوائل الطبقة العاملة الفقيرة من إحباط من الوضع الاقتصادي وغياب ثقة بالوضع السياسي. ومازالت الحركة تحظى بدعم واسع في الشارع الفرنسي.
ALL RIGHTS RESERVED © Copyright ANSA