أنسامد – 25 أغسطس/آب – ذكرت وزارة الحماية المدنية ارتفاع عدد الضحايا المؤكدين جراء الزلزال الذي وقع بالأمس في إيطاليا ليصل إلى 247 شخص. ووصل عدد الجرحى في المستشفيات إلى 264 جريح. ووقعت هزة أرضية جديدة بلغت قوتها 4.5 درجات بمقياس ريختر، وقد شعر بها أهالي مناطق ماركي ولاتسيو وأبروتسو بوضوح. وتم تسجيل 460 هزة أرضية منذ بداية الهزة الأرضية التي وقعت بالأمس وحتى الساعة السابعة من صباح اليوم. وتجاوزت قوة اثنين منهم فقط 5 درجات، وواحدة منهم كانت الهزة الرئيسية.

ويتوالى ارتفاع عدد ضحايا الزلزال الذي بلغت قوته 6 درجات بمقياس ريختر، والذي ضرب وسط إيطاليا اللية الماضية في غضون الساعة 3.36 فجرا، مدمرا عددا من المراكز الرئيسية للبلاد مثل لاتسيو، وأومبريا وماركي. ووفقا لما أكده المعهد الوطني للجيوفيزياء وعلم البراكين (INGV) فقد خلف الزلزال وراءه الآلاف من المشردين، وتستمر عمليات الحفر والبحث عن الضحايا في المراكز المتضررة. وفي الواقع، لا يزال الوضع الزلزالي في المنطقة التي ضربها الزلزال نشطا للغاية مع احتمالية وقوع العديد من التوابع في نفس المنطقة.

ضربت الهزة الأرضية العنيفة التي وقعت بالأمس منطقة أماتريتشي، وأكومولي (ريتي) وأركواتا ديل ترونتو (اسكولي بيتشينو)؛ وتم تسجيل هزة أرضية أخرى بقوة 5.4 درجة في الساعة 4:33، وكانت مركزها وسط نورتشا (بيرو) وكاستيلسانتانجيلو سول نيرا (ماتشيراتا).

وشعر بالزلزال أيضا على بعد عدة كيلومترات، حتى روما ونابولي. وفي الوقت نفسه، تستمر الأرض في الاهتزاز: حيث قد تم تسجيل هزة أخرى عنيفة، بلغت قوتها 4.9 درجة، وتم الشعور بها في فترة ما بعد الظهر في وقت مبكر مما أثار حالة من الذعر. كما تم تسجيل هزات أرضية أخرى عنيفة أيضا هذه الليلة في بعض الأجزاء من ماركي. وصرح رجال الإنقاذ قائلين بأنهم لم يروا أي شيء من هذا القبيل من قبل، كما أن هذا الدمار الذي خلفه الزلزال بالأمس يفوق ذلك الدمار الذي سببه الزلزال الذي وقع من قبل في أكويلا. ولا يمكن تحديد عدد المفقودين حتى الآن. ويوجد العديد من الأطفال من بين الضحايا.

ومن بين الضحايا الذين بلغ عددهم 132 شخص، يوجد 86 شخص في لاتسيو، و46 منهم في ماركي. وبلغ عدد النازحين من ماركي فقط 1500 شخص. ومن بين أمور أخرى، لم يتمكن طفل صغير ذو أربع سنوات من النجاة في أماتريتشي، حيث قد لفظ أنفاسه الأخيرة في مستشفى ماريسول، بالإضافة إلى وفاة طفلة أخرى ذات 18 شهرا بينما كانت نائمة في منزل العطلة مع والديها في أركواتا ديل ترونتو. ولقد نجت الأم من الزلزال الذي وقع في أكويلا عام 2009 وقررت الانتقال إلى اسكولي بعد تلك التجربة المروعة.

وتعاني أماتريتشي أيضا من مأساة وفاة التوائم ذو السبعة أعوام، سيموني وأندريا سيرافيني. بينما تم انقاذ أخوين تتراوح أعمارهم بين 4 و6 سنوات في اركواتا ديل ترونتو، والذين قد خبأتهم الجدة تحت السرير أثناء الزلزال، بينما توفي الجد. وتوفي ذلك الصبي ذو الإحدى عشر عاما الذي كان يطلب المساعدة من تحت الأنقاض في أماتريتشي. كما انهار فندق روما التاريخي الشهير في أماتريتشي أيضا، في وسط المدينة التاريخي في رييتي، والذي كان يستضيف 70 شخصا، وتم العثور على جثتين فقط حتى الآن. ومن حسن الحظ، تم انتشال رجلا يبلغ من العمر 47 عاما على قيد الحياة من تحت الأنقاض في أكومولي، والذي كان عالقا تحت الأنقاض لعدة ساعات، بالإضافة إلى فتاة أخرى ذات 10 أعوام في بيسكارا ديل ترونتو.

وصل رينسي في الأماكن التي ضربها الزلزال وقت الظهيرة وصرح قائلا: "لن نترك أي شخص بمفرده"، معلنا حالة الطوارئ واتخاذ التدابير اللازمة غدا في مجلس الوزراء، وقام بشكر أولئك الذين يقومون بالحفر بأيديهم العارية منذ هذه الليلة: وتستمر أعمال البحث، والأولوية هي لأعمال الحفر. وتم كتابة صفحات من التضامن والحث على مواصلة العمل.

وانتقلت ماكينات وآلات الحفر من جميع أنحاء إيطاليا، وكان هناك بعض الجدل الأولي بشأن التأخر في عمليات الإنقاذ، ولكن تم معالجة الأمر. ويعمل الآن نحو 700 فرد من رجال الإطفاء في أماكن البحث عن الضحايا.

وتكثر المخاوف على أماكن التراث الثقافي في المناطق الأكثر تضررا.

وفتحت بعض الشقوق الصغيرة في الهيكل الخارجي لكاتدرائية أوربينو، لذلك تم تطويقها. بالإضافة إلى وجود بعض الانهيارات في دير سانتا كيارا في كاميرينو، وفي كنيسة سان فرانشيسكو وكنيسة سانت أجوستينو في أماتريتشي. وقامت وزارة التراث الثقافي بإرسال رسائل تنبيه إلى وحدة الأزمات الخاصة بها. وتم إخضاع الكولوسيوم في روما لأعمال التحقق ولكن لم يتم رصد أية أضرار. قالت لورا بولدريني، رئيسة مجلس النواب، التي وصلت إلى بيسكارا ديل ترونتو، القرية الصغيرة المتواجدة في أركواتا ديل ترونتو، في محافظة أسكولي بيتشينو: "لا يوجد أي شيء هنا سوى الدمار. إنه لأمر مرعب، حيث يبدو وكأنه قصف".

بعث البابا برسالة التعليم المسيحي ليوم الأربعاء، للتواصل مع المؤمنين، في حالة استثنائية جدا، وهي جزء من المسبحة. وعاد الرئيس الإيطالي، سيرجيو ماتتاريلا، من صقلية إلى روما، وقام الرئيس الأمريكي، باراك أوباما، في مكالمة هاتفية معه بعرض تقديم المساعدات والدعم إلى إيطاليا. وتلقى وزير الخارجية، باولو جينتيلوني، نفس العرض أيضا من جانب الأمين العام للدولة، جون كيري.

وسوف يتم تنكيس الأعلام اليوم وغدا على المباني العامة في إشارة إلى الحداد. انسامد