أنسامد - 18 أغسطس/آب - وصلت السفينة النرويجية (Siem Pilot) الي ميناء كاتانيا وعلى متنها 312 ناجيا وكذلك 49 جثمانا للمهاجرين الذين لقوا مصرعهم داخل مخبأ بقاع المركب التي كانت تقلهم والتي تم انقاذها في عرض البحر قبالة الشواطئ الليبية عن طريق زورق دورية وحدات المراقبة التابعة للقوات البحرية الايطالية Cigala Fulgosi.

وتستمر حتي الان على رصيف الميناء عملية إنزال المهاجرين والذين يبلغ عددهم الاجمالي 416 فردا حيث كان قد تم انقاذ 104 مهاجرا أخرين كانوا على متن قارب مطاطي بواسطة السفينة الألمانية Werra وتم نقلهم بعد ذلك الي السفينة النرويجية.

وأشرف علي عمليات الايواء التي تمت على رصيف الميناء فريق عمل مكون من الصليب الأحمر والمنظمات الانسانية وجمعيات العمل التطوعي بالتعاون مع أفراد الشرطة المدنية وحرس السواحل وبالتنسيق مع بلدية كاتانيا. وكان معظم ضحايا هذه المأساة الأخيرة التي وقعت في مضيق صقلية من الرجال الذين كانوا مكدسين داخل مخبأ بقاع المركب، حيث قد قاموا بدفع مبالغ أقل الي المهربين مقارنة بما دفعه أولئك الذين كانوا على سطح المركب، وتعزى نتيجة الوفاة إلى استنشاق الغاز الناتج عن عوادم المحركات. وقامت النيابة العامة في كاتانيا بفتح تحقيق لتحديد هوية المهربين والوصول إلى المسؤولين عن هذه الحادثة المروعة. وتتم اليوم في كاتانيا الاحتفالات الصيفية تكريما للقديسة أجاثا، وهي القديسة الشفيعة والحامية لبلدة كاتانيا، ولكن قد تقرر ألا يتم اطلاق الألعاب النارية كما هو معتاد عند مرور الموكب أمام بقايا جسد القديسة والموجود في ميدان القديس بلاشيدو، بل سوف يتم اطلاق 49 بالونا أبيض اللون في السماء تخليدا لضحايا تلك المأساة، وكذلك أعلنت الادارة المحلية الحداد الوطني في المدينة غدا.

الهجرة: الكاردينال بانياسكو: "مأساة انسانية جديدة، وأين دور الأمم المتحدة؟ " تسائل الكاردينال أنجيلو بانياسكو، أسقف جنوه ورئيس مؤتمر أساقفة ايطاليا، عما إذا قامت المنظمات الدولية وخصوصا الأمم المتحدة ذات النفوذ السياسي والمالي بمواجهة هذه المأساه الانسانية بطريقة جدية وحازمة. وأضاف الكاردينال بانياسكو، بعد أن التقي بمجموعة من اللاجئين خلال انعقاد ندوة للأساقفة بجنوه، قائلا: "عندما نري مئات بل ألاف الأشخاص من البشر، نساء ورجال وأطفال، يخاطرون بحياتهم في رحلات الموت أملا في الوصول الي بلاد بعيدة عن بلادهم من أجل دوافع نعرفها جيدا ولا نستطيع إلا أن نستنتج أن هذه المشكلة هي حالة طارئة للغاية ومأساة انسانية". وحسب بيان نشرته أبرشية جنوه فانه يتعين على الغرب بصفة خاصة، ومن خلال المنظمات ليس فقط الأوربية بل أيضا الدولية والعالمية، أن يواجه تلك المأساة الانسانية بطريقة جدية والعمل على ايجاد طرق فعالة لحل هذه الماّسي التي تصيب هؤلاء الأشخاص الذين يفرون من بلادهم بسبب الحروب والعنف والمجاعات بحثا عن مستقبل أفضل. وقدم رئيس مؤتمر أساقفة ايطاليا الشكر لما تسهم به الكنيسة عبر الأموال المحصلة بواسطة (8 من 1000) والتي بفضلها أمكن استقبال الكثيرين الذين يرغبون في بناء مستقبل أفضل ويرغبون أيضا في اندماج يحظى بروح المسئولية في ظل جو من العدالة والشعور بالأمن والتعاون. وكان الكاردينال بانياسكو قد اجتمع مع 50 من اللاجئين الذين تمت استضافتهم منذ عدة أيام في المبني التابع للأبرشية في جنوه وذلك استجابة لطلب ودي تقدم به عمدة البلدة. وقد تم اعداد نحو 400 مكان مجهز لاستقبال اللاجئين في كنيسة جنوه، وأثناء الزيارة التي وصفت بالودية، قدم الشباب التحية للكاردينال بانياسكو كما استمعوا باهتمام كبير لكلمات الترحيب والتشجيع التي قدمها لهم الكاردينال وكذلك تمنياته لهم بمستقبل أفضل. أنسامد