انسامد، روما – 23 نوفمبر/ تشرين الثاني - لا يبدو أن انتخاب دونالد ترامب في البيت الأبيض مثيرا للقلق بشكل كبير لوزراء الاقتصاد في إيران وإيطاليا، الذين قاموا بتدشين مشروع "عرض دولة إيران" أو "إيران دولة العرض" معا، مع أكثر من مائة ممثل إيراني، وهو يعتبر الحدث الأول من نوعه في الغرب منذ ثورة عام 1979.

وقد صرح بهذا وزير التنمية كارلو كاليندا، معلنا أنه بدءا من العام المقبل سوف تكون هناك مهمة جديدة في طهران بالتزامل مع وزير الاقتصاد الإيطالي، بيير كارلو بادوان، كما أكد أيضا على الاتجاه الإيجابي بتشجيع الاتفاق على الملف الإيراني النووي الذي بدأ في حقيقة الأمر في شهر يناير / كانون الثاني الماضي. وأضاف كاليندا قائلا: "في الأشهر السبعة الأولى من عام 2016، كنا بصدد انفاق حوالي 1.1 مليون يورو كقيمة للتبادل بين البلدين، ويمكن لإيطاليا بالتأكيد أن تقوم بتحقيق عائد 7 مليار من هذا التبادل بالإضافة إلى 2 مليار من قيمة التصديرات التي تمت في عام 2011، قبل تطبيق مستويات العقوبة. ولكنه يذكر أيضا أن العلاقة مع إيران يجب أن تتجاوز عملية الصادرات، وأن تشما أيضا الاستثمارات والشراكات لعدد من البنى التحتية الهامة للتحديث، وأن تصل أيضا حتى عمليات استخراج النفط".

ويواصل كاليندا تصريحاته قائلا: "أعتقد أن إعادة فتح كامل للعلاقات مع إيران يعتبر واحدا من الأخبار السارة القليلة في السنوات الأخيرة في السياسة الدولية، كما أنه يجب أن يتم المحافظة على العلاقة مع طهران. وأيضا حتى بعد دخول ترامب في البيت الأبيض، في واقع الأمر". ويختتم كاليندا حديثه قائلا: "من المبكر جدا أن يتم معرفة ما إذا كان سوف يصبح خلفا لأوباما، ولكن مصلحة جميع البلدان المعنية هي أن يتم تنفيذ الاتفاق النووي".

ويعتبر وزير الصناعة والتجارة والمناجم في طهران، محمد رضا نيماتزاديه، متفائلا أيضا. وقد صرح لوكالة أنسامد الإخبارية، على هامش إفتتاح المشروع، قائلا: "أعتقد أن ايطاليا دولة حرة مثل إيران، لذلك لا ينبغي أن نكون خائفين مما يحدث في أي مكان آخر".

وأضاف نيماتزاديه مازحا: "سوف يكون ترامب منشغلا ببناء جدار فاصل بين أمريكا والمكسيك، لذلك لا أعتقد أنه سيكون لديه ما يكفي من الوقت لإعطاء اهتمام لأوروبا. من ناحية أخرى، وعد أوباما بأن الاتفاق على ملف الطاقة النووية هو اتفاق دولي، والولايات المتحدة ليست سوى واحدة من الأطراف المتعاقدة فيه. وبالتالي لا يوجد هناك أي عائق للاستثمار والعمل في إيران، ولا في الحسابات المصرفية أو في غير ذلك. كما عاد مرة أخرى للتحدث عن العلاقات الممتازة التي تحظى بها إيطاليا مع إيران منذ أي وقت مضى حتى في الأوقات الصعبة، والمودة والتعاطف التي يكنها الإيرانيين إلى الإيطاليين، أيضا مع تقدير الإجراءات والخطوات التي يتخذها الممثل الأعلى للاتحاد الأوروبي؛ وهي الإيطالية فيديريكا موغيريني".

وأضاف نيماتزاديه قائلا: "آمل أن تعود شركة إيني للعمل في إيران"، مشيرا إلى الدور القيادي الذي لعبته المجموعة الإيطالية في الماضي في تطوير الحقول الهيدروكربونية، لأن البلد تعتبر مركزا رئيسيا ليس فقط للبتروكيماويات، ولكن أيضا لمشاريع البنية التحتية الكبيرة.

واختتم حديثه موجها دعوة لجميع أولئك الذين يتطلعون إلى تطوير علاقاتنا للقدوم إلى إيران ووضع حجر الأساس لبناء المشاريع في المستقبل. ووفقا له، فإن نائب وزير الصناعة الإيراني، حسين إيسفابودي، رئيس معرض طهران الدولي، والذي قام العضو المنتدب لفييرا روما، بيترو بيتشينيتي، بتوطيد علاقات متينة معه لمدة أربعة سنوات. وأضاف قائلا: "وصلت مائة شركة إيرانية من القطاع العام والخاص إلى روما وهم على استعداد لتوقيع العقود والقيام بالأعمال التجارية مع الشركاء الإيطاليين. والبعض منهم سوف يكون ضيفا لمعرض السيارات الذي سيتم إقامته في بولونيا من 3 إلى 11 ديسمبر / كانون الأول، لعرض التقنيات والتكنلوجيات الخاصة بهم.

يواصل مشروع "إيران دولة العرض" – أو "معرض إيران المنفرد" كما يفضل أن يطلق عليه الإيرانيون – لقاءات الأعمال الثنائية غدا وبعد غد، وبعد ظهر الجمعة، وسوف يكون مفتوحا للجمهور يوم السبت. ومن المتوقع ايضا أن يكون هناك بعض المبادرات التعليمية والثقافية.

انسامد