وبينما كان رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون في باريس وبرلين مطالبا بكل جهده بإصلاحات عميقة، أكد اللقاء مع هاموند أن المسافات الأيديولوجية بين إيطاليا وبريطانيا بشأن دور ومستقبل أوروبا لم تتغير. وعلى الرغم من تأكيد ذلك، فإن الحكومة المحافظة والتي دعمتها النتائج الممتازة في الانتخابات الأخيرة واثقة من ان الاستفتاء سيؤكد الإستمرار في الاتحاد. ولكن في الوقت نفسه، تتواجد أوروبا والأسواق العالمية بالفعل في حالة من القلق بشأن فكرة إجراء استفتاء بهذا الحجم. الأمر الذي يمثل مشهد مثير جدا للقلق حول مستقبل الاتحاد الأوروبي الذي يواجه المجهول بالفعل مع احتمال خروج اليونان من منطقة اليورو والتي تفتح صندوق باندورا لاستحواذ القارة.إنه سيناريو معقد جدا رغم قول ماتاريلا بأنه واثق من أن الأزمة بين أثينا وبروكسل ستُحَل بشكل إيجابي. وأيضا في هذا السياق يجب أن تتغلب الرؤية على الأرقام، مذكرا بموقف اثنين من الدول العمالقة مثل فرنسا وألمانيا الذين استفادوا بقدر كبير من المرونة عندما قاموا بتجاوز نسبة الثلاثة في المئة. ولذلك تواجد الرئيس في عرين الذئب وطالب أوروبا بأن تجد الجذور المثلى للديمقراطية والتسامح والتضامن على وجه الخصوص، لأنه كما أوضح أنه لا يتم تصدير الديمقراطية بقوة السلاح، بل بالقدوة ومع سياسات بعيدة المدى تكون قادرة على التغلب على الأمور الطارئة والأنانية الوطنية. في الواقع، إن الاتحاد الأوروبي لا زال يعد ساحة مفتوحة تطل عليها تحديات جديدة يجب عليه أن يواجهها دون خوف.
وقال ماتاريلا، مفكرا ليس فقط في بريطانيا ولكن في العديد من الدول التي لا تقبل فكرة أن البحر الأبيض المتوسط يعتبر بحر أوروبي: "نحن نواجه العديد من المحن المتجددة، والتي من غير الملائم ومن الصبيانية تقريبا التهرب من مواجهتها، والعودة إلى الوراء". ووفقا للرئيس، فإن البحر المتوسط يمثل أكثر التهديدات خطورة على استقرارنا، تلك التهديدات التي تتطلب أن تكون أوروبا قوية ومتماسكة وقادرة على الكلام، ولكن قبل كل شيء قدرتها على العمل كرجل واحد.
"يجب على أوروبا أن تتحلي بالشجاعة"، كانت هذه رسالة الرئيس في لندن، في عرين الذئب، حيث أكد على أنه لا رجعة بالنسبة للاتحاد الأوروبي واليورو. أنسامد
ALL RIGHTS RESERVED © Copyright ANSA